القضاء و الأمن و الشيخات في المغرب
وحسب مؤشر إدراك الفساد برسم 2020، فإن حصول المغرب على 100 /40 يجعله متراجعاً بنقطة واحدة مقارنة مع 2019. كما نبه إلى أن التدابير الاستثنائية التي اتخذتها الحكومة المغربية لمواجهة جائحة “كورونا” تفتقر إلى متطلبات تضمن الشفافية والرقابة، لا سـيما فيما يتعلق بالمشتريات العامة، كما سمحت بإعفاءات خاصة لا تخضع الحكومة للمساءلة عنها، مؤكداً امتداد هذه المبادرات إلى مجالات أخرى تشكل مخاطـر قد تكون كبيرة من حيـث سوء إدارة الأموال والفساد.
وأورد التقرير السنوي، الذي يقع في 170 صفحة، وينقسم إلى أربعة أقسام، أن الفترة المغطاة عرفت مجموعة من الانتهـاكات طالت حرية التعبير والصحافة، بما في ذلك اعتقال وسجن صحافيين من بـين أولئك الذين ينتقدون السلطات العامة، أو يحققون في قضايا الفساد، أو يسلطون الضوء على نقص الشفافية الحكومية.
وفي إطار مؤشر الثقة الذي يصدره سـنوياً “المعهد المغـربي لتحليل السياسات”، عبَّر 35 في المئة من المستجوبين عن رضاهم على مجهودات الحكومة في مجال مكافحة الفساد، في حين يعتقد 52 في المئة من المستجوبين أن الحكومة تحاول محاربة الفساد ولكن لا تستطيع القيام بأكثر مما تقوم به حالياً. وقال 9 في المئة فقط أنها تبذل ما فيه الكفاية من أجل ذلك، وأكد 39 في المئة أن الحكومة لا تبذل ما فيه الكفاية لمحاربة الفساد.
وحسب ذات المؤشر، يورد التقرير السنوي الثاني من نوعه الصادر عن “الهيئة الوطنية المغربية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها”، أن قطاع الصحة يحتل مستويات عليا في تصور المستجوبين بخصوص انتشار الفساد؛ حيث اعتبر 87 في المئة منهم أن الفساد منتشر في هذا القطاع، مقابل 58 في المئة اعتبروه متفشياً جداً، و29 في المئة متفشيا، واعتبر 55 في المئة من المستجوبين أن الرشوة والمحسوبية منتشرة في قطاع الصحة الخصوصي.
ويأتي في المرتبة الثانية من حيث انتشار الفساد حسب إدراكات المستجوبين، قطاع التعليم؛ حيث اعتبر 48 من المستجوبين أن الفساد منتشر في هذا القطاع، منهم 20 في المئة تعتبره متفشياً جداً، و28 في المئة تعتبره متفشياً. وتصل هذه النسبة إلى 45 في المئة بالنسبة للتعليم الخصوصي، منها 17 في المئة تعتقد أنه متفش جداً و28 في المئة متفش.
ولاستظهار وضعية الفساد في المغرب من زاوية المتابعات القضائية، سجل تقرير رئيس النيابة العامة تلقي الخط المباشر للتبليغ عن الرشوة منذ انطلاقه بتاريخ 14 أيار/ مايو 2018 إلى حدود 31 ديسمبر/ كانون الأول 2019 حوالي 36138 مكالمة، بمعدل 110 مكالمة يومياً، علماً أن الخط المباشر يستقبل المكالمات خلال أيام وأوقات العمل الرسمية فقط.
وأفضى هذا الخط، حسب تقرير رئيس النيابة العامة، إلى 117 عملية ضبط للمشتبه فيهم في حالة تلبس، بمعدل حالتين تقريباً كل أسبوع بمناطق مختلفة من المغرب، وتتعلق برشاوى تتراوح بين مبالغ بسيطة لا تتعدى 50 درهماً ومبالغ مهمة بلغت في إحدى الحالات 300.000 درهم. كما أن القطاعات التي يتعامل معها المواطن بشكل يومي هي المعنية أكثر بالحالات التي تم ضبطها.
وتهم القطاعات المعنية بحالات التَّلبس التي تم ضبطها، أعوان ورجال السلطة (30 حالة)، أعوان الجماعات المحلية/البلديات (22 حالة)، والدرك الملكي والأمن الوطني والوقاية المدنية والقوات المساعدة والمياه والغابات (22 حالة)، ووسطاء (10 حالات)، وفي قطاع الصحة (9 حالات)، وقطاع العدالة (6 حالات)، وقطاع التجهيز والنقل (4 حالات)، ومستخدمين (4 حالات)، قطاعات أخرى (10 حالات). وقد صدرت بشأنها عقوبات سالبة للحرية وغرامات، كم صدرت أحكام بالبراءة. وتتراوح العقوبات المحكوم بها بين شهر واحد وسنة واحدة حبساً نافذاً، وما تزال قضايا أخرى في طور التحقيق أو المحاكمة.