حميدو العنيقري من قمة التحكم الامني إلى كرسي متحرك

0 Views· 09/26/24
Wadifa
Wadifa
Subscribers
0

بدايته وبزوغه
بدأ الجنرال مساره المهني من أول السلم العسكري في الجيش، فلم يكن يحمل أكثر من رتبة ملازم أول، قادما من أسرة متواضعة بمدينة مكناس وسط المغرب، ثم بدأ يترقى في السلم العسكري، خصوصا عندما لفت انتباه مجموعة من المسؤولين إليه في الستينات من القرن الماضي، ونصحه بعضهم بالالتحاق بالدرك الملكي، لم يتردد الشاب لعنيكري، كثيرا في التخلي عن قبعة العسكري وارتداء قبعة الدركي. لم يخب ظن من نصحوه، لأنه ارتقى السلم بسرعة، حتى أصبح قائدا للدرك الملكي في المنطقة الشمالية في بداية السبعينات. وخلال هذه الفترة تعرف عليه العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني.

أيام صعبة
لم يكن طموح لعنيكري ليتوقف عند منصب قائد إقليمي للدرك الملكي، بل إن الدينامية التي أبداها في عمله، خصوصا عقب استهداف الطائرة الملكية عام 1972، جعلته ينتقل إلى الكونغو، ثم يتكلف بالأمن الخاص لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وهو المنصب الذي أعطاه دفعة مهمة، نتيجة علاقة الود التي كانت تجمع بين الملك الراحل الحسن الثاني والراحل الشيخ زايد. وبعد عودته من الإمارات العربية، عمل في مكتب الدراسات والمستندات (الاستخبارات العسكرية)، مستفيدا من تجربته في الخارج والداخل خلال سنوات طويلة من العمل الأمني والاستخباراتي. لكن لعنيكري لم يظهر في الصورة إلا بعدما عين مديرا للاستخبارات المدنية «ديستي»، وهو التعيين الذي تلته مغادرة وزير الداخلية الأسبق ادريس البصري لمنصبه، ومعه جزء مهم من حاشتيه ومعاونيه، فبدأت تجربة جديدة في حياة الجنرال، الذي كانت علاقته سيئة مع الصحف المغربية المستقلة. كان لعنيكري يكره أن تلتقط له الصور في الاجتماعات التي يحضرها، ولم يصدر عنه غير حوار يتيم أدلى به لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية طيلة توليه منصبه، فقد أدرك أن الصقور القوية عكس الحمائم لا تتكلم، وإنما تطير وتدقق النظر وتحاول التحليق أعلى من جميع الصقور الموجودة في السماء، ثم تنقض بأقصى سرعة على الفريسة، التي قد لا تكون غير خلية إرهابية، يقودها أحد الملتحين الجدد. سقطت أهم حزمة ريش في أجنحة لعنيكري، عندما أقيل أقرب مساعديه أحمد الحراري من «ديستي» وعبد الجليل عبدون من الاستعلامات العامة، ثم فقد حزمة ريش أخرى بعدما أقيل أحد أقرب أصدقائه في الجيش، وهو الجنرال محمد بلبشير من المكتب الخامس (الأمن العسكري)، على خلفية اكتشاف أعضاء من الجيش في خلية إرهابية (أنصار المهدي)، وبقي الصقر بدون ريش تقريبا، بعدما أعفي عبد العزيز إيزو، مدير أمن القصور الملكية من مهامه، فكانت النتيجة الطبيعية أن يغادر سرب الصقور في صمت.

Show more

 0 Comments sort   Sort By